الأربعاء، 17 أبريل 2013

بين الجلاء والثورة













تتوقف  عقارب " ساعة العمل " عن الحركة ، تهدأ الألسن عن الحديث إلا من خطاب 
السيد الرئيس متحدثا عن هذا اليوم المجيد من أيام الدولة المجيدة ، بعدما مشق فيها من عبارات الأنق والتحية لشهداء التحرير والاستقلال في ذكرى جلاء آخر جندي فرنسي عن سوريا ، تنهال من بعدها عبارات الإجلال والإكبار للجيش الباسل وبطولاته في الجولان مجددا عهده في التقدم وتحقيق السلام الشامل والكامل ، يعود بعدها بالتذكير بأمجاد الحزب القائد العتيد الصنديد ، مؤسس الدولة المنيعة ، وإنجازاته البطولية في الإنماء والتطور ، ومواجهة الإمبريالية وتحدي إقطاعات الموساد والـ CIA في المنطقة ! وما جاءت به الحركة التصحيحية في ظل حكم القائد الخالد من منجزات !

يكمل الحديث ، بتمجيد حركات المقاومة والممانعة والتصدي ومحاربة الإحتلال الصهيوأميريكي في المنطقة التي لم تهدأ فيها نيران الحروب أو تنطفئ ، مذكرا الشعب السوري من جديد بأهمية المقاومة باعتبار فلسطين أرض المقاومة والتحدي للاحتلال الإسرائيلي ، مثنياً على حركات واحزاب المقاومة الشعبية والسياسية والمسلحة دورها الفعال في تحقيق المقاومة وإكمال المسيرة ، وباعتبار سوريا حضن المقاومة الدافئ لتلك الحركات !

وبعد الخطاب الجمهوري ، تحتفل البلاد بيومها المجيد ...

السيناريو السابق هو كل ما يستطيع الرئيس قوله في هذا اليوم ولن يستطيع !

اليوم ... يبدو كل شيء مختلفاً فهو حتى لا يستطيع الخروج والتحدث عن تطورات الأحداث على الساحة ، مجازا أقول " الرئيس " ! ...

وكما أن الساعة لا تتوقف ولا تعود للوراء ، فكذلك هي الثورة .. وكل ما سبق سيبقى يذكر على سبيل الطّرف والفكاهة ، كذكر أحدهم متهكما بغباء البعثيين .

أن شخصا قام مستنكرا بعد خطبة جمعة  لأحد البعثيين ، بعد ما عُيّن إماما بالناس ، فقال له : " ما هذه الخرافات ؟ أولا : التوحيد لله تعالى فقط ، لا لحافظ الأسد ، ثانيا : الكعبة الشريفة بناها إبراهيم الخليل وليست من منجزات الحركة التصحيحية ، وأخيرا : بعد انتهاء الخطبة ، إنزل على درج المنبر ، لا متزحلقا ! "


لا أكتب تحت مسمى الجلاء ، سوى لاسمه الملهم بجلاء الفساد والظلم وأحقاب من الديكتاتورية الفاسدة والمظلمة التي صنعها النظام الأسدي المجرم .

في كل يوم يمضي يزداد الثمن دماءا يقدمها السوريون لأجل حريتهم المنشودة التي ما فتئوا يناضلون لأجلها بشتى الوسائل والطرق وإن تضاربت مفاهيم السياسة واختلطت عليهم الأمور ، يبقى النضال نضالا ، ما يجعلني أعود من جديد وأقول لكل هذا العالم " سحقا لك " هي دمعة أم فقدت فلذة كبدها ، وصرخة طفل فقد أمه أو أباه أو كليهما . حتى تمتلك نفسي تلك الرعونة الحمقاء طلبا في النصر .

أرى في صبي سوريا حمزة  "الشهيد" ونايف " العنيد " ، أرى في شبابها الأحرار ناراً تلظى ، لا يطفئ حميمها بحار الدنيا قاطبة .


لا شيء يبعدنا عن تحقيق هدفنا سوى الفرقة ، ثقافة التوحد والتجمع والحوار أهم ما نحتاجه اليوم ؛ لقيادة سفينتنا لبر الأمان تحت قيادة مشتركة ، دون السماح لرياح الغرب والشرق أن تعبث بسفينتنا ، فتحركها كيفما شاءت وأينما أرادت ! 


أردنا ذلك أم لم نرد ، " الله بيفرج " و " الله بيعين " نعم ! ولكن .. إن أردنا ذلك فـ " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
 وحين نقرر ذلك ، فسوف نكون نحن القدر الذي أراد الله تحقيقه فينا فتنطلق إرادتنا تحقيقا لذلك



والسلام ، 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
;